(5) سلوكيات قيادية لضمان ولاء موظفيك وثقتهم

وجود استقرار وظيفي في أي شركة، يعدُّ مؤشر حيوي على سير إدارة الشركة ورضى الموظفين عن بيئة العمل، فما هي مفاتيح الحصول على ولاء الموظفين لضمان استقرار بيئة العمل؟
بقلم : ميغان بيرو
هل يجب أن تكون أي علاقة ما تبادلية تماما؟ الجواب بالتأكيد لا، وذلك لأن أحد الأطراف تتمتع دائما بقوة أكبر من الآخر. هذه هي ديناميكية السلوك البشري التي يصعب تجاهلها، وخصوصا عندما ننظر أعمق في ثقافة بيئة العمل وديناميكية الفريق. سنجد هناك قادة وأتباع، محبين ومحبوبين، أرباب عمل وموظفين. قد نرغب في التفكير بأننا جميعا على قدم المساواة، وبأننا نسعى جميعا لأهداف مشتركة والتزامات حتمية منطلقين من هذه القاعدة، ولكن ببساطة هذا ليس هو الواقع. هذا صحيح في انطباقه على الحياة الشخصية وبيئة العمل.
قضيت مؤخرا عطلة نهاية الأسبوع في مدرسة ثانوية، حيث يقوم المعلمين بإنتقاء فئة صغيرة نسبيا ضمن مجموعة من القادة. كان من الواضح أن البعض في المجموعة أكثر مساواة من الآخرين، أكثر إنجازا، وأكثر وثوقا بنفسه وتماسكا. في حين كانت خطاباتهم تمس شغاف القلوب وتبدو واقعية بشكل كاف: من الواضح ليس الكل في الفئة مؤهلين لتحقيق النجاح، وليس الكل سيكونون من القادة. رغم ما نقوله كمجتمع عن المساواة، فإن أفضل ما يمكن أن نقدمه على ما يبدو هو عدم الوفاء بوعد المساواة في الفرص.
زعماء اليوم يكثرون من الحديث عن الولاء، والتبعية، والقيمة التجارية لتمكين الموظفين ليكونوا سفراء علاماتهم التجارية. ومع ذلك، فإن المؤلفات والبحوث والمدونات التي كثيرا ما ناقشت تناقص ولاء الموظفين في بيئات العمل، تؤكد على أن على القيادة التوجهية و إدارة المواهب التدرج في سلسلة التغييرات في هياكل الأجور والتعويضات، إلى المزيد من المرونة في مواعيد العمل، وبناء الفريق وأكثر من ذلك، وكلها تهدف إلى تشجيع مشاركة الموظفين للارتقاء بالعلامة التجارية لصاحب العمل. لكن القلق يبقى قائما ولسبب وجيه: هل أضرار تلحق بثقة الموظف خلال سنوات من تسريح العمال، وتخفيض الأجور، والاكتتابات العامة انخفاض أسعار الأسهم؟
وبالحديث عن الاكتتابات والثقة، بجب ألا ننظر بعيدا عن أخبار اكتتاب فيسبوك الأخيرة. حيث أن زوكربيرغ يواجه التحدي الأكبر له حتى الآن في منصب الرئيس التنفيذي، بعدما أصبح عليه القيام بتشكيل ثقافة بيئة العمل الجديدة للفيسبوك بعد "الطرح الأولي للاكتتاب"، ومما لا شك فيه أن التغير في مناخ الشركة سينعكس على الموظفين، هذه الحقيقة دفعت جينا مكجريجور من صحيفة واشنطن بوست تلخيص ذلك بهذا الاقتباس الرائع:
"لذلك فكيف تمكن زوكربيرغ من إدارتهم؟ صحيفة وول ستريت جورنال كشفت في تقرير اخبارى عن أفكار المؤسس صاحب الـ28 عاما لإدارة الشركة وموضفيها. حيث سيكون عليه تغذية هذه العقول الاستثمارية المليونية الجديدة، ومنحهم الوقت والحكم الذاتي للعمل في مشاريعهم الخاصة. كما أنه سيصبح خبيرا في القضاء على الغرور في حال عدم تطبيق الثقافة التي تعطي فائزي اليانصيب من الموظفين الكثير من السلطة. كما سيحتاج إلى منع الناس من التحقق من سعر السهم كل 10 دقائق، بحيث تكون الشركة على استعداد لتقول وداعا بسرعة لأولئك الذين لا يريدون البقاء".
لذا، هل هناك طريقة لزيادة الولاء والمشاركة في مكان العمل؟ أعتقد أن هناك، وأنها تتطلب تبادل شبه متساو من المعلومات حول أهداف الأعمال والتحديات والشعور المشترك لقيمة العمل. هذا الأمر صحيح وينطبق على المدراء التنفيذيين والموظفين على حد سواء. إنها طريق ذو اتجاهين من الاحترام والثقة.
جميع القادة العظماء يعرفون أن التحدي يكمن في الوصول إلى هناك بالطبع، وهنا 5 السلوكيات للقادة ومديري التوظيف لضمان الحفاظ على ولاء الموظفين وسعادتهم:
1. قل الحقيقة:فليس كل شخص يعتبر نجما. اختر من يتمتعون بالصفات القيادية أو غيرها من المواهب القيمة المحتملة وقم برعايتهم وتنمية مهاراته. مما لاشك فيه فإن ذلك سيعود بالفائدة على سير أعمالك التجارية، في المقابل، فسيقوم هؤلاء الأشخاص برعاية وتنمية مهارات الموظفين الآخرين.
2. أدوار التواصل والمسؤوليات:حيث توفر طريقا لتحقيق النجاح، ليس فقط بالنسبة لأولئك القياديين الواعدين فحسب، بل لجميع الموظفين. وهذا يعني في بعض الأحيان حدوث تغييرات صعبة، ولكن تذكر أهم مهارة يتمتع بها الزعيم، لا تقم أبدا بمفاجأة الموظف بالأخبار السيئة.كما يجب أن تمتلك خطة تطويرية لكل شيئ، ولوضع خطة جيدة لأصحاب الأداء المتراجع - أحرص على أن يعرف الجميع هذه الخطة.
3. قم بخلق ثقافة تقدر العلاقات الحقيقية بين الأشخاص في بيئة العمل:بالنسبة للعديد من الموظفين، فإن العلاقة بين الموظفين من جهة، والعلاقة بين المدراء والعاملين من جهة أخرى تقود إلى الترابط، والولاء ما يعني مزيدا من الفعالية.
4. كن نزيها ومنفتحا:هذا لا يعني معاملة الجميع بنفس الطريقة، وهو ما يعني اعتماد طريقة شفافة في الإدارة والقيادة. سيكون الموظفون أكثر عرضة للاستجابة للتغيير في حال ما كانت العملية المستخدمة لإدارة التغيير نزيهة وعادلة.
5. نماذج السلوكيات التي تبحث عنها:تقبل مسؤوليتك كقائد، ولكن لن تنس القيام بالعمل كشريك مع الإلتزام والمسؤولية، واظب على فعل ذلك كل يوم. إذا أن كل واحد منا يمتلك المهارات ونقاط القوة والموهبة وبالطبع بعض العيوب. كل واحد منا يسعى إلى الانتماء، إلى المشاركة، للتواصل مع من حولنا، حيث أن الولاء مبني على العلاقات، والتفاهم المشترك والثقة. كما أن المشاركة والالتزام تتطلب الولاء والأهداف المشتركة والمعاملة العادلة النزيهة.لذا لا تأخذ الولاء والالتزام لمجرد تحقيق هدفك، بل اخلق ثقافة واضحة ترتكز على التقدير والتكريم لكل إنجاز ممكن في بيئة العمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق